كعادة كل
أسبوع... أختار كتابا لأقرأه وأكتشف عالما جديدا... كثرت الكتب في الرفوف
ولم تجد عيونا لتقرأها وربما أهمالي وتضييعي للوقت هو السبب الذي جعل الكتب
التي لم أقرأها تزداد ...لن ألقي اللوم على نفسي ولكن سألقيه على أصدقائي
الذين اكثروا علي الهدايا هذه المره، أستلمت العديد من الكتب منها ماكان من
أنتاج ادباء بلدي ومنها أستلمتها بالبريد من أدباء وطني العربي...آه جميل
هذا الكتاب الذي بين صفحات يدي... إنه وميض هاتفي يلمع وكعادته هاتفي صامت
لايعرف غير هذا الوضع... رقم المتصل غريب على ناظري ولم يتعرف عليه
جهازي...سأرد... السلام عليكم من معي؟
المتصل:
وعليكم السلام، هل معي الملحن فلان
نعم هذا
أنا من معي عفوا:
المتصل:
أنا عروس جديدة وعرسي بعد أسبوعين وأريد أن أفاجئ الحضور بأغنيه تكون من
كلماتي وألحانك أنت استاذي
رددت أنا
قائلا: على الرحب والسعه وأنا مستعد فهل ممكن ترسلي الكلمات لكي ألحنها
وأتصل بالموزع الموسيقي وأحجز استيديو وكذلك أتصل بأحد المغنين
قاطعت
قولي قائله:أستاذ إني أريدها بصوتك أنت لا غيرك أرجوك...
قلت لها
طيب
قالت:
أريد لحنا تبكي عليه كل مجاميع الحفل
فأجبتها
متعجبا: كيف يكون الحزن معتليا عرش ليلة حب وفرح؟
قالت: نفذ
وستأجر
أجبت
بالموافقه
أنتهت
المحادثه... وأنا في حيره من أمري حيث أني لم أقم بهذا قط من قبل
لن أستبق
الأحداث...
سأكمل
قرائتي...
ما سر
الحزن في صوتها؟ بالعاده تكون العروس سعيده؟ ما سرها؟ كل هذه التساؤلات
أرهقتني وأشغلت فكري ولم تسمح لي بالاستمتاع بالقراءه...وميض هاتفي مجددا
نعم أراه... إنها الرساله من العروس ...إنها أبيات قصيدتها... سأفتح نافذة
الشرفه لأستمتع بالقراءه وتخيل اللحن...سأحرك الكلمات وأدعها تبكي رغم
فرحها...سأجعل كل الآلات تحزن وتبكي من حزن اللحن...سأفعل وافعل وأفعل هذا
قبل قرائتي للبيت الأول... وكانت أكبر صدمة لي بعد أن قرأت القصيده
بأكملها... ربما قرأتها مقلوبه ربما هناك خطأ... إنها قصيدة تنعي بها حبها
الذي قتل وبيد الظلام شنق وأنها ستغتال في يوم عرسها...إنها إرغمت على
الزواج إنها تبكي وتبكي في كل حرف من حروف قصيدتها...إنها الحزن بعينه....
أحس برعشة في صدري ..جاء دوري لأبكي ...ربما أخطأت في إرسال القصيده سأتصل
نعم سأتصل
السلام
عليك أختي هل هذه القصيده التي تريديها؟
قالت بكل
أسى نعم هي وهذي قصتي...
صمتت
الدنيا فجأة من حولي ولم أسمع الا سقوط هاتفي من وقع الصدمة علي...
بلا شعور
أغلقت الهاتف... وتأملت السماء وانا أبكي...وأنا الآن في هم أكبر وأكبر من
همومي... هل ألحن أم لا؟... آه تعبت من السؤال ومن هم الإجابه...
