خدمت القرعة بلا شك الفرق الكبيرة في ربع نهائي دوري أبطال اوروبا لكرة القدم حيث اوقعت برشلونة الاسباني حامل اللقب مع مواطنه اتلتيكو مدريد الذي اعتاد الفوز عليه بسهولة مطلقة في المباريات الأخيرة.
ولم يتفوق اتلتيكو مدريد على برشلونة أو حتى يتعادل معه منذ اقصاه من دوري الابطال 2013-2014 مما يجل كل التوقعات تصب في مصلحة الفريق الكتالوني لتجاوز هذه المرحلة بسهولة كبيرة.
يذكر أن برشلونة التقى اتلتيكو مدريد في هذا الدور قبل موسمين عندما كان يدربه الأرجنتيني تاتا مارتينو، بيد أن الفريق الكتالوني وقتها كان في أسوء حالاته، غير أن الأمور تغيرت كثيرا هذه المرة، وسيستطيع برشلونة الثأر بسهولة كبيرة من رجال الارجنتيني الآخر دييغو سيميوني.
برشلونة فاز على اتلتيكو مدريد في الموسمين الماضي والحالي ذهابا وإيابا، كما فاز عليه مرتين متتاليتين ايضا في كأس الملك العام الماضي.
الخدمة الثانية قدمتها القرعة لفريق بايرن ميونيخ الألماني كتعويض عن المعاناة التي عاشها في الدور الستة عشر مع يوفنتوس الايطالي وصيف البطل، حيث اوقعته هذه المرة مع بنفيكا البرتغالي، وهي بلا شك مهمة سهلة على الورق استنادا لتاريخ ومستوى الفريقين وحجم النجوم المتواجدة هنا وهناك.
والتقى بايرن ميونيخ فريق برتغالي آخر هو بورتو العام الماضي في نفس هذا الدور فخسر ذهابا 1-3 لكنه فاز ايابا في الاليانز ارينا 6-1.
أما ريال مدريد البطل الأسبق وحامل الرقم القياسي بعشرة القاب فكانت القرعة حنونة جدا عليه وجنبته اتلتيكو مدريد الذي شكل عقدة محلية كبيرة بالنسبة له، كما جنبته لقاء برشلونة او بايرن ميونيخ وجاء الحظ مع فريق الماني جديد أيضا وهو فولفسبورج.
واعتاد ريال مدريد مواجهة الفرق الألمانية في السنوات الأخيرة حيث التقى بوروسيا دروتموند وشالكة في الموسمين الماضيين، ونجا منهما بصعوبة بالغة خصوصا في مباراة الإياب.
هذه القرعة كانت حنونة على ريال مدريد لأنه وإن كان من كبار القارة الأوروبية إلا أنه يمر بفترة صعبة على المستوى الفني وقد يحتاج لمواجهة من هذا النوع وخصم بقوة فولفسبورج وليس أكثر حتى يحاول مواصلة مسيرته في البطولة، دون إغفال الإشارة بوضوح إلى أن الفريق الألماني لن يكون لقمة سائغة أبدا.
مباراة واحدة من العيار الثقيل على الورق ستجمع بين باريس سان جيرمان الفرنسي ومانشستر سيتي الانجليزي، رغم أن الترشيحات ستصب كلها في صالح الفريق الفرنسي الذي يمر بأفضل حالاته مقارنة بالخصم الانجليزي الذي يظهر في صورة باهته خصوصا مع تأكيد رحيل المدرب بنهاية الموسم.
يذكر أنها المرة الأولى التي يتأهل فيها السيتيزينز إلى هذا الدور، وقال مدربه الراحل بيلغيريني في أكثر من مناسبة أنه يعتبر ذلك بمثابة إنجاز كبير، أما في باريس فإن بلوغ نصف النهائي هو المطلب الذي لا يمكن للمدرب بلان التخلي عنه مع هذه الكوكبة الكبيرة من النجوم خصوصا بعد انقشاع ضغوط الدوري المحلي والتتويج به قبل 8 مراحل من النهاية.